لم يكن بأختياري








سار بخطى واسعة يجتاز ممرات المستشفى وهو يحاول ارتداء الصدرية البيضاء فوق الزي الاخضر
الذي يرتديه منذ ان نقل لقسم الطوارئ عبر عن طريق الاستشارية وقد اخطئ المكان من شدة الارتباك
ومر بالطريق البعيد الذي يوصلهُ للطوارئ اجتاز ردهة الرجال ونظرات الجميع وقبل ان يصل لردهة النساء
توقف وسحب نفساً عميق فجاءت لهُ الممرضة وعلى وجهها علامة الرعب قالت بخوف ..

- احمد تعال معي هناك مريضة في حالة سيئة ولا استطيع ان اجد لها وريد .
- لانها مريضة ...بالسكر..(اجابها بدون وعي )
- وكيف علمت ؟؟!! ( وقد غشيت وجهها علامة التعجب والغيرة ).

- لاشي لاشي ..

تركها و توجه للردهة النسائية و اخرج ( التورنيكة ) من جيب صدريتهُ و( الكانيولة ) الصفراء لأنها
الاصغر من بين الكانيوله الزرقاء والوردية ودخل الردهة وهو يحاول ان يسيطر على نبض قلبهُ
اخيراً اجرى مسحة بنظرهُ لكل الاسّرة حتى وقع بصرهُ على من كان ينشد رؤيتها وأخيراً هدئ قلبه
وقد اهلكهُ الالم ... اقترب منها ووضع يدهُ على صدرها الذي كان يرتفع ويهبط بسرعة مخيفة ... مسح
على قلبها بيدهُ اليمنى وباليد الثانيه ادخل الكانيوله لمكانها في جيب سدريتهُ ..سمع
صوت من خلفهُ يقول ..
- احمد ابتعد لنجري لها ((e.c.g.

- ليس هناك من داع.
وماهية إلا ثواني حتى فتحت عينيها وابتسمت وعادت وأسدلت رموشها وتلفظت بكلمات عرف
من انها الشهادة وربض قلبها في مكانهُ بهدوء .. مسح عينيه من الدموع الحارة وخرج من
الردهة وهو يسمع خلفهُ انواع الاسئلة من الام التي باعدت بينهم ومن ام زوجها الغاضبة .. فواجه
زوجها وقال ... رجعت الامانه لصاحبها ..



.



.
.
.
تحياتي